Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for the ‘غير مصنف’ Category

يقول فنتن سيرف الذي اخترع الانترنت عام 1974  هو وبوب كان ( صممنا الانترنت مفتوح، محايد ليكون المحرك الرئيس للإبداع، النمو الاقتصادي، الاتصال الاجتماعي والتدفق الحر للمعلومات)

لكن يطرأ هنا سؤال؛ هل الانترنت محايد فعلا، أم أن هناك تحكم في المعلومات؟

يقول إيلي باريسر (مؤلف كتاب الفقاعة الفلترية) بما معناه:

عندما تعرفنا على الانترنت كان الاعتقاد بأنه بوابة للتواصل العالمي ولمعرفة ما يحدث في العالم للإستفادة والتقدم، لكن هناك تغير في الانترنت عن ما كان في بداياته وإن لم ننتبه له فسنقع في مشكلة كبيرة قد يكون لها عواقب وخيمة.

وقد لاحظت ذلك بداية بالصدفة، فأنا انسان تقدمي(والكلام ما يزال لإيلي) وفي صفحتي في الفيسبوك واضح هذا الأمرجليا، لكني ايضا منفتح فأحب أن اسمع أو أقرأ كلام اصدقائنا المتحفظين، استفيد من بعض الآراء واتعلم!

لكني فوجئت يوما ما باختفاء مداخلات وردود المتحفظين تماما من صفحتي؟!

ووجدت أن السبب هو  الفيسبوك فهم يلاحظون المواقع التقدمية التي ادخلها والصفحات التي أتابعها ففلتروا المداخلات والصفحات التحفظية عني؟! وبالطبع ليسوا أشخاصا الذين قاموا بذلك بل برمجيات لوغاريثمية تقيس المواقع التي تدخلها وتتابعها وتوجد الأمور المشتركة بينها محددة بذلك رغباتك واتجاهاتك الفكرية وتقوم بعد ذلك بابعاد كل ما لا يوافق ذلك!

وبدون الرجوع إلي قاموا بإلغاء مداخلاتهم وردودهم المتحفظة واختفت تماما من صفحتي!

سأل أحد الصحفيين مارك زكربورغ (مؤسس الفيسبوك) عن ذلك فقال: (أن يموت سنجاب أمام بيتي أهم عندي من أن يموت أناس في أفريقيا). ولدي هذه المداخلة؛ ولا يستغرب هذا من زكربورغ، فهو على عبقريته إلا أنه ليس لديه أخلاق ولا قيم، وعندما تقرأ كيف بدأ الفيسبوك ترى ذلك جليا. فقد تسبب انفصاله عن صديقته أن جعل صفحة في الانترنت للتنقص منها، ثم قام بالمقارنة بينها والفتيات الأخريات في جامعة هارفرد، فتزاحم الطلاب على موقعه، وخلال ليلة واحدة دخل أكثر من نصف الجامعة موقعه! واصبح الطلاب يتكلمون عن الطالبات اللواتي يعرفونهن والطالبات يتكلمن عن الطلاب الذين يعرفونهم، فقام هو وصديق له بعملها على شكل صفحات عن كل شخص.

فرأى بعض الطلاب ذلك وطلبوا منه تصميم موقع بطريقة عكسية بحيث يضع كل طالب له صفحة يضع فيها رغباته وميوله ومن أراد مصادقته فيسجل معه!

لكنهم لم يكونوا يريدونها عامة ولم تكن الصورة واضحة لديهم، فقام هو بتصميم فكرتهم بدون علمهم وطرحها في الانترنت الخاص بالجامعة ودخلها الكل في لحظتها، وكان صاحبه متخصص في التسويق فذهبوا إلى جامعة أخرى أظنها ستانفورد وأنشأوا الموقع هناك ايضا، وفجأة وغدرا بأصحاب الفكرة؛ قام زكربورغ بإنشاء الموقع ودخله وسجل به عشرات الآلاف من لحظتها!

وقد رفع عليه قضية هؤلاء الطلاب لأنها فكرتهم، وقبل بالتسوية في لحظتها بأن يدفع لكل واحد منهم 30 مليون دولار! وكانوا أكثر من أربعة!

مع أنه لم يكن غنيا ولم يكن لديه هذا المبلغ! لكنه وعدهم أن يعطيهم المبلغ السنة القادمة بشرط أن لا يكون لديهم اي ارتباط بالموقع!

وهذا من شدة ذكاءه، فإن الموقع يسوى الآن 40 مليار دولار!!

فمن هنا تعرف أخلاق وقيم من قال موت السنجاب عنده اهم من موت البشر!(انتهت مداخلتي)

نعود لكلام ايلي باريسر، وليس فقط الفيسبوك، حتى جوجل، فلو قمت ببحث عن شي معين وقمت أنت بنفس البحث في نفس الوقت فمن المرجح أن نخرج بنتيجتين مختلفتين جدا!

حتى لو لم تكن مسجل دخولك في جوجل، فقد قال لي مهندس في جوجل أن هناك أكثر من 57 عامل متغير يتم تقييمه عند قيامك ببحث معين في محرك البحث جوجل! من ضمنها موقعك في العالم ونوع كمبيوترك بل حتى البرامج التي تستخدمها وطريقة جلوسك أمام الجهاز! فجوجل تخصص لك نتائج بحثك بحسب هذه العوامل كلها، فكر في ذلك قليلا؛ فلم يعد هناك محرك بحث قياسي، يستخدمه كل الناس ويخرجون بنفس النتيجة. والغريب في الأمر أنه من الصعب أن تدرك ذلك!

قبل اسبوعين طلبت من صديقين اجراء بحث في جوجل بكلمة مصر ونسخ نتائج البحث وارسالها لي بالايميل:

فكانت نتائج بحث صديقي سكوت تتكلم عن الثورة في مصر(حيث كانت احداث الساعة) والأحداث المريرة هناك.

وأما نتائج بحث صديقي دانيال فكانت عن السياحة في مصر واسعار الفنادق وصور الاهرامات.

ولم يظهر أي شي عن احداث مصر فما سبب ذلك تتوقعون؟

بل حتى ياهو أكبر موقع أخباري على الانترنت، فالأخبار التي تظهر تختلف باختلاف الشخص. بل حتى نيويورك تايمز وواشنطن بوست وهما من أشهر المواقع الأخبارية الأمريكية، فهم يتلاعبون بالأخبار المعروضة بحسب أمور غير معلنة للناس من دون علمهم.

فبالتالي الانترنت يعرض للناس ما يظنهم يرغبونه وليس ما يحتاجونه!

كما قال ايرك شمدت الرئيس التنفيذي لجوجل( سيكون من الصعب جدا للناس أن يروا أو يستخدموا شيئا لم يتم تخصيصه لهم بطريقة ما)

ولو أخذنا كل هذه الفلاتر وجمعناها فستكون حولك فقاعة ضخمة انت في وسطها لا يخلص إليك إلا ما تمرره هذه الفلاتر بناء على شخصيتك واهتماماتك. مكونة عالمك الخاص المعزول عن العالم الحقيقي، وأنت لا تقرر ما يدخل عالمك والأهم من ذلك لا تدري ما يتم صده عنك!

وأول من لاحظ هذا الأمر هم الباحثين في نتفلكس (موقع الأفلام المعروف) حيث لاحظوا أن هناك افلام بمجرد نزولها في دي في دي يتم تحميلها بسرعة وأفلام أخرى لا يتم ذلك مع الطلب عليها؟

وعند البحث وجد أن هناك عوامل لا يتحكم فيها الشخص تقدم وتؤخر الأفلام حتى لو اصدر أمرا بتحميلها! وهذه اللوغاريثمات البرمجية الموجودة لدى جوجل وياهو وفيسبوك الآن تفلتر الأشياء التي لا يظهر للناس اهتمام بها، وبالتالي يفقد الناس المصادر المتزنة للمعلومات!

فيظهر لهم فقط المعلومات التي يحبون متابعتها مثل أخبار الرياضة والرياضيين والفن والفنانين دون الأخبار الأخرى والمعلومات المهمة الأخرى مثل الأحداث والمعلومات المفيدة كالدينية والطبية وغيرها.

ولو مثلناها بالغذاء لكانت كمن يأكل الوجبات السريعة والحلويات ويتجنب الخضار والفواكه والغذاء المفيد، ماذا سيكون حاله؟

لتصوير الأمر بطريقة أخرى: في مجتمع ما قبل الانترنت كان المتحكم في بوابة المعلومات هو المحرر الاعلامي، هو يتحكم في المعلومات التي يتلقاها القارئ وليس هناك مصدر آخر للمعلومات إلا أن يكون القارئ متخصص أو رأى الحدث! فجاءت الانترنت وفتحت باب المعلومات وحولت دور المحرر من بواب للمعلومات إلى مفكر له رؤية ينير بها الطريق.

لكن واقع الفلاتر المعلوماتية يضع حارس جديد على بوابة المعلومات، وهذا الحارس آلي وليس بإنساني وبالتالي لا يقدر المعلومات المفيدة من غيرها!

ففي عام 1915 ادرك العالم الدور الذي يقوم به المحرر الصحفي في توجيه الناس والأمانة التي عليه، فخرجت أخلاقيات الصحافة رسميا! ونحن الآن في نفس الموقف بالنسبة للإنترنت.

فلابد من وضع اخلاقيات شفافة بحيث تسمح لنا باختيار ليس فقط ما نرغبه بل أن نعرف ما يصد عنا، وأمينة بحيث تقدم لنا المعلومات التي نحتاجها وليس فقط التي نرغبها.

انتهى كلام ايلي بتصرف.

لكن هناك خطر قادم ايضا لم اجد بعد من تكلم عنه، ولعلنا نجد قريبا من يبرزه ويوضحه بشكل افضل مني، ولم لا؟ فكتاب إيلي هذا لم يخرج إلا قبل بضعة أشهر أي في الربع الأول من عام 2011. مع أنا كنا نسمع عن بعض اجزاءه منذ زمن، ونلاحظ أن بعض نتائج البحث والأخبار التي تظهر لنا تختلف!

الخطر الذي أراه قادم هو نظام الغيمة المعلوماتية.

ولتوطئة الطريق لفهم خطورة الموضوع أريد أن أناقش هذه المسألة:

الانترنت مصدر معلومات وليس مصدر علم.

يعتبر الانترنت وسيلة لنقل المعلومات رهيبة، وقاعدة للبيانات ضخمة. لكن هل ممكن أن يقدم العلم أيضا؟

علينا قبل ذلك أن نفرق بين العلم والمعرفة أو المعلومات، فالعلم المقصود هنا هو الذي في قوله تعالى(إنما يخش الله من عباده العلماء)، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم(خيركم من تعلم القرآن وعلمه) فيتطلب ذلك ليس فقط حفظ حروف القرآن بل كذلك معرفة حدوده وتعلم معانيه لمعرفة مراد الله بالطريقة التي دلنا عليها رسول الله صلى عليه وسلم.

وفي الحقيقة تعلم أي شيء يتطلب ذلك أيضا. فاللغة مثلا ينبغي فيها ايضا الحفظ والفهم فتجد المبرز فيها من يحفظ المتون ويفهم معاني الكلمات ومرادفاتها ومقاييسها واعرابها بحيث يميز الجيد من الرديء من الموجود اليوم ويستطيع إنشاء كلاما يأسر القلوب من جماله ويسحرها ببيانه كما قال صلى الله عليه وسلم (إن من البيان لسحرا).

ولو نظرنا إلى الطب مثالا ثانيا، فلابد فيه أيضا من الحفظ والفهم، فيجب أن يحفظ الأمراض المختلفة والمصطلحات المتشابهة ومظاهرها على الجسد، ويفهم تأثيراتها بالجسم ويميز بينها عندما تختلط هذه التأثيرات. كل ذلك ليصبح طبيبا حاذقا يشخص المرض ويصف العلاج المناسب.

وقس مثل ذلك على العلوم كلها!

ومعلوم قول آينشتاين(إذا لم تستطع شرح مسألة ما بعبارات بسيطة فأنت لم تفهمها)

لكن الانترنت ليس كذلك، فأقصى ما يمكن أن يقال فيه أنه مكتبة متنقلة.

وقد قال أول من تصور الانترنت في العالم عام 1960 وهو عالم الرياضيات جاي سي أر ليكلايدر (شبكة من الكمبيوترات متصلة مع بعضها البعض لتعمل كالمكتبات الحالية مع تقدم في انتقال المعلومات وتخزينها) وبالمناسبة فإن أحد الشخصين مخترعي الانترنت الذين ذكرتهما في بداية المقال أو كلاهما كان يعمل في مختبر هذا العالم واستطاعوا شبك مجموعة كمبيوترات مع بعضها البعض، لكن لم تكن هناك وسيلة ناجحة لنقل البيانات الا بعد ذلك عام 1974 كما أسلفنا.

فالانترنت مكتبة، أو لنقل قاعدة من المعلومات ضخمة تستطيع أن تطلب طلبا محددا فتخرج نتائج هذا الطلب، لكن لا تعلمك شيئا البتة! وهنا تكمن المشكلة؛ فالمتعلم لا يدري ما عليه أن يعرفه ليتعلم. فهو يريد أن يعرف شيئا فيبحث عنه فتخرج نتائج فيظن المسكين أنه عرف كل ما يلزم عن ذلك الموضوع. وهو إنما أخذ بيانات عن ما بحث عنه! ولم يتعلم هذا الأمر كما يظن هو.

وهذا معلوم مشاهد؛ فترى الشخصين مختلفين في أمر ما تمام الاختلاف بل كل منهما يناقض الآخر ومصدرهما كليهما الإنترنت! بل ربما قد أخذ كل واحد منهما حجته من نفس الصفحة؟

فهناك مشكلة عويصة في الفهم من مواقع الانترنت

ومشكلة في تقديم المعلومة في البعض الآخر

ومشكلة في تحليل وشرح هذه المعلومة ايضا في بعضها الآخر.

ولكن المشكلة التي أردت التركيز عليها كتوطئة لابراز خطر الغيمة الالكترونية هي الحفظ!

فالعلم كما قدمنا يحتاج إلى فهم وحفظ ليتعلم الشخص أي علم بالطريقة الصحيحة، لكن الانترنت سيأخذ عن الانسان جانب الحفظ بحيث يحفظ عنه كل شيء. وهذا هو ما ستقوم به الغيمة الالكترونية.

ويمكن تتذكرون اعلان ستيف جوبز الأخير عنها قبل أن يتقاعد بسبب شدة المرض.

وطريقة عمل هذه الغيمة هي أن يتم حفظ كل شي فيها فلا تحتاج أن تخزن أي شيء في جهازك بل كل شي فيها سواء كانت مستندات أو صور أو افلام أو أي معلومات، بحيث تستطيع أن تستخدمها من أي مكان؛ سواء في العمل أو البيت أو الطريق أو غيرها، فقط تحتاج إلى انترنت وتستطيع أن تصل إلى كل ما يخصك.

وهذا يسهل للشخص الذي يعمل أو يفعل اي شي ان يقوم به في اي مكان!

ليس ذلك فقط، بل لا يحتاج اي برامج للقيام بذلك، وهذه ميزة الغيمة الحقيقية؛ فلا تحتاج وورد او اكسل أو فوتوشوب أو برنامج يشغل الافلام او الصور!

فالغيمة تشغل لك كل شي! فتفتح مستند وتكتب تقرير او مقال وانت ليس لديك برنامج كتابة مستندات، وتصمم شكلا لطاولة طعام وانت ليس لديك برنامج تصميم، وتصلح بعض الصور أو تغير فيها وانت ليس لديك برنامج فوتوشوب. وبالتالي يختصر عليك الكثير من دفع اموال لشراء هذه البرامج بل ولا تحتاج الاجهزة ان يكون بها ذاكرة وتستطيع أن تقوم بكل اعمالك في أي مكان وبدون تكاليف اضافية وتخزنها في الانترنت! بل حتى الشركات والجامعات والحكومات تخزن كل شي في الانترنت

فتصبح الغيمة مصدر جميع المعلومات ومخزنها

ألم تلحظ أنك لو سألت شخصا عن آية لرجع إلى جواله ليكملها!

ماذا لو اجتمع جميع الكتب والعلوم في هذه الغيمة ثم حصل شي وضاع العلم؟

نسمع بعضا من علماء الاجتماع يقولون ان حضارتنا وصلت قمتها

فهل بدأنا الانحدار؟

انا لا أريد أن اكون متشائما لكن لابد من الحذر

هنا السؤال الأهم؛ ما الحل؟

لقد طرحت الموضوع على مجموعة من الفضلاء ممن استفيد من افكارهم واستنير من آراءهم فكانت لهم مجموعة من الأفكار لعلنا نستعرض بعضها هنا:

هناك أولا ما اقترحه الكاتب حول تكوين أخلاقيات للمهنة، بحيث تضمن نزاهة واكتمال المعلومات ودرجة من الشفافية والقدرة من التحكم من جانب المستخدم.

هناك اقتراح آخر بأن تعطى مهمة ضمان أمن ونزاهة المعلومة للدولة؛ كأن تنشأ مواقع بحثية مثل جوجل أو اجتماعية مثل فيسبوك أو اخبارية خاصة بالدولة ويستخدمها الجميع، لكن هذا من الصعب جدا الوصول إليه.

والأقرب لهذا الحل ان تطالب الدولة بكشف شفرات هذه المواقع كما فعلوا مع اصحاب البلاك بيري حيث لم يسمحوا لهم الدخول عندنا إلا بعد أن كشفوا لهم برنامجهم المشغل لخدمة البلاك بيري!

وكما فعلت الصين مع جوجل حيث لم تقبل بدخولها الصين حتى تكشف للحكومة شفرات البرمجة وطريقة التتبع بل وتاريخ كل مستخدم هناك وليس ذلك فقط بل يكون التحكم من قبل الحكومة

لهذا فأنت عندما تبحث عن الصيني الحاصل على جائزة نوبل للسلام وأنت في الصين فإنك لن تحصل على نتائج

بل أنك لو بحثت عن ثورة مصر من هناك فلن تحصل على نتائج ولم يظهر أي خبر عن ذلك في أي من المواقع التي تتحدث بالصينية ولو كانت مترجمة

فهذه طريقة من دولة الصين نجحت في التحكم في محتوى الانترنت

هناك أخيرا من يدعو إلى الاحتفاظ بالكتب الورقية والعناية بها تحسبا لما قد يطرأ من بعد تحول جميع الكتب والمعلومات إلكترونيا والخوف من فقدها بتعطل نظام أو بتخريب هاكر أو انتشار فيروس إلكتروني مدمر

هذه الطرق التي وجدتها إلى الآن في التصدي لهذه المشكلة التي أراها حتمية.

Read Full Post »

أقرأ في مجال ميكانيكا الكم منذ أربعة أشهر، وقد قرأت كتابا ونصف وعشرات المقالات وشاهدت عدة محاضرات جامعية عن الموضوع، كل ذلك من أجل فهم هذا العلم المعقد، والذي لم أر مثله!!

ووصلت إلى نتيجة أني أكره هذا العلم!

تقول المقولة : الإنسان عدو ما يجهل

وأظن هذا منطبق تماما علي مع هذا العلم الغامض!!

لعلكم تسمحون لي بأخذكم معي في رحلة ملخصة مع معانائي مع هذا العلم:

أنا من محبي علم الفيزياء بشكل عام، وكدت أن اتخصص في هذا العلم قبل أن اتخذ القرار لتخصصي الحالي، ولكن ما حدث لي هنا لم يمر علي شيء بهذا الغرابة أو الصعوبة في حياتي!


بدأ مشواري مع مصطلح ميكانيكا الكم أني قرأت مقالا عن أن العلماء يعكفون على إيجاد طريقة فائقة السرعة والدقة لنقل المعلومات والتي تؤدي إلى تصنيع كمبيوترات تفوق سرعتها السرعات الحالية بمرات كثيرة جدا (نسيت كم الآن) وهذا بسبب ميكانيكا الكم!

كعادتي أني عندما أقرأ مصطلحا جديدا لا أعير له اهتماما كثيرا، وقرأت بعدها أن هذا العلم فسر كثير من الأمور التي كانت تعتبر غامضة في السابق مثل سلوك المواد التي أقل من الذرة مثل الإلكترون والبروتون والنيترون والفوتون، ونظرية إشعاع الجسم الأسود إلى غير ذلك حتى قرأت يوما أنهم بهذا العلم سيتوصلون في يوم ما إلى انتقال الأجسام في الفراغ Teleporting واللي يتذكر أفلام الخيال العلمي القديمة التي يدخل الرجل تحت جهاز ثم يختفي ويظهر في منطقة أخرى بعيدة يعرف ما يعنيه هذا المصطلح!

فعندما قرأت ذلك في مقال توقفت وقلت يا إلهي ما هذا الهراء؟! يجب أن أفهم هذا العلم!

وفعلا بدأت مرحلة البحث والقراءة، فأقوم بقراءة كتاب ما حتى أصل إلى درجة أنه تمر علي عشرين صفحة وأنا لا أفهم شيئا؟

فأبحث عن غيره فيحدث لي ما حدث في الأول!

حتى توصلت إلى كتاب اسمه ميكانيكا الكم للمهندسين Quantum Mechanics for Engineers وهذا عنوانه فهو كتاب الكتروني

http://www.eng.fsu.edu/~dommelen/quantum/correct/node2.html

وقرأت منه الفصول الأول والأخيرة (اللي في النص إثباتات رياضية لا حاجة لي فيها فأنا أريد المنطق وراءه) وكان تلخيص هذا العلم كالتالي:

  • ميكانيكا الكم هو تعبير للجزيئات والطاقة ليس بدلالة موقعها وسرعتها بل بدلالة ترددها وتسمى الدالة الموجية.
  • هذه القوانين استطاعت تفسير الكثير من الأمور الفيزيائية الغير مفسرة في السابق مثل حركة الالكترونات وإشعاع الجسم الأسود والليزر إلى غير ذلك
  • ساهم في تطوير هذا العلم الكثير من علماء القرن الماضي مثل آينشتاين، فايمان، بلانك، بوهر، هايزنبيرغ وغيرهم
  • يعارض هذا العلم في بعض جوانبه النظرية النسبية لاينشتاين ويدعم النظرية الخيطية أو التسلسلية String theory لكل شيء
  • هذا العلم غير كامل ويقود إلى متناقضات بينها اينشتاين مع العلم أنه أحد الذين أنشأوا هذا العلم


في الحقيقة تعبت لكني استمريت في البحث والقراءة إلى أن وجدت في موقع i-tunes محاضرات (فيديو) لأساتذة جامعات من اكسفورد وستانفورد

فحملت المحاضرات وكان الأول أستاذ في الفيزياء بريطاني من جامعة أكسفورد البريطانية وكانت حوالي أربع محاضرات عبارة عن مقدمة في ميكانيكا الكم

والثانية من جامعة ستانفورد ويبدو أنه من أصل ألماني أو اسكندنافي وكانت حوالي خمس محاضرات أيضا مقدمة عن هذا العلم


وأقول أن المحاضرات تغيرت تماما عما كانت عليه عندما كنت في الجامعة، فقد وجدتهم يستخدمون تجارب وطرق لشرح الموضوع تسهل جدا الفهم ويعزون مصدرها إلى الانترنت!

على العموم قال الأول (جامعة اكسفورد) في نهاية المحاضرات: في الحقيقة هذا العلم حتى بالنسبة لي غامض نوعا ما!!

وقال الثاني (جامعة ستانفورد) : يقول العالم ريتشارد فايمان Fayman لا تسأل نفسك “ولكن كيف يمكن أن يكون هكذا” لأنك ستضيع في شارع مسدود الآخر لم يستطع أحد الخروج منه إلى الآن، لا أحد يعرف كيف يمكن أن يكون كذلك. مع العلم أن هذا العلم أخذ جائزة نوبل في إسهاماته في علم ميكانيكا الكم عام 1965م.


ثم قال المحاضر أن آينشتاين عندما وجد هذه المتناقضات وقدم ورقة في هذا العلم وقال أن هذا العلم غير مكتمل ولا يمكن الاعتماد عليه، فقال مقولته المشهورة أن الرب لا يرمي حجر الزهر (أي أنه لا يمكن وجود المتناقضات في علم صحيح) God Does not throw dice.

بالطبع قام علماء هذا العلم عليه ومن أشهرهم بوهر مع أن آينشتاين أحد الذين أنشأوا هذا العلم!

وقال هذا الدكتور في آخر المحاضرة: إما أن تأخذ كلام آينشاتاين هذا وتترك هذا العلم بكليته أو تخالفه كما أخالفه أنا وتقول نعم أن الرب يرمي بحجر الزهر وتدخل هذا العلم العجيب والذي سيسبب لك –كما سبب لي- الكثير من الليالي التي تعجز عن النوم فيها وسوف تنظر إلى العالم بطريقة مختلفة عن ما تعودت عليه. أ.هـ.

بعد ما وصلت إلى هذا الكلام قلت هذه إشارة الخروج بالنسبة لي، فإذا كان آينشتاين على جلالة قدره في هذا العلم ترك الأمر برمته ولم ينظر إلى المنتقدين، فلماذا لا اتركه أنا وأريح بالي؟!

هذه تجربة خضتها أتعبتني واستفدت منها فأحببت مشاركتك بما توصلت إليه.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقني وإياكم للخير وييسره لنا وأن يعيننا على طاعته ويتقبله منا.

وفوق كل ذي علم عليم

Read Full Post »

Older Posts »